لم أفهم معنى البيت إلا بعد رحيل
والدي، صار البيت جحيًما أعيش فيه، ضاقت جوانبه لرحبة، وتقلصت أرجاؤه، وضعفت رفوف
مكتباته، وضغط سقفه على عقلي وقلبي؛ لذا قمت بتكوين بيت يتناسق مع أفكار والدي، حيث الهدوء والراحة وكثير من الشمس وبعض الموسيقا، ومكتبة تناسقه تستطيعان تستقبلك وترحب بك وتطمئنك في هذه الحياة فلم يكن البيت بالاتساع أو الضيق، أو بالغنى والفقر، بل البيت أساسه من يعيشون فيه، وبالتالي يصبح جنة أرضية أو جحيم أبدي البيت مملكة صغيرة يبنيها الأب ويسيطر عليها فترة زمنية قصيرة قبل الانقلاب عليه تحت سيطرة الأم وسلطتها، وهكذا تصير البيوت، لديها ملك معلن وملك يحكم ويقود ويوجهه ويطعم ويتفنن في تغير مزاج البيت حسب رغباته، لكن يظل الأب هو الحاكم الفعلي في المراسلات وإيصالات النور ودفع الإيجارات أو العوائد، وفي النداء أي ًضا: بيت عائلة فلان، أوقد يصير البيت مجموعة بيوت متجاورة لعائلة كبيرة واحدة