الوصف

  • ليس إرنست همنجواي من يحتاج إلى تقديم فقد بلغ من الشهرة العالمية والقيمة لدى القراء والنقاد ما يُغني عن ذلك لكنه هذا الكتاب ما نقدم له، ففي هذه النصوص من الأدبية ما فيها في الحكي والأدب والشجن غلبت في بعضها الحالة الشعورية التي تُرجِف قلب القارئ، بينما بعضها قصد همنجواي فيه أن يتلاعب بقارئه ويستعرض مهاراته. إن من السهل في هذه المجموعة أن نرى إحساس الرفض الذي يملأ نفس هيمنجواي تجاه الحرب، وتجاه العنصرية والوضاعة البشرية، وتجاه الكذب على النفس، إنه يصل لأن يكون غضبًا وليس مجرد رفض، ويوجهه هيمنجواي في نصوصه نحو كافة جوانب الحياة، وكافة الأفراد عسكريين ومدنيين، ولكن ما أجمل أن يرينا ذلك في نعومة أدبية، في عبارة ربما تبدو لأول وهلة عارضة، أو في مشهد يبدو في قراءة سطحية مجرد حالة إنسانية لا علاقة لها بالحروب وسياسات الدول، ثم مع قراءة ثانية أو قراءة أعمق نجد المعنى وراء السطور يشرق في العقل ويبهر المتفكر كنموذج راق لطرق الأدب في معالجة الحياة، وبما يسمى لدى النقاد تعدد مستويات القراءة، في البسيط يجد لطف الحدوتة، والمتعمق يدرك ما وراء الحدوتة.