قراءةُ القصيدة -أيًّا كانتْ- تمرينٌ شرسٌ لتفحُّصِ قناعاتنا... قراءةُ كتابٍ شعريٍّ رغبةٌ أصيلة في رجّ تلك القناعات...
وهكذا وجدتُني وأنا أنتقل بين فراغِ طباعي وآخر في هايكو.
شخصيًّا، فإنَّ المسافةَ بيني وبين ظلّي لطالما كانتْ لقطةً أدرسها؛ أحيانًا أُوفَّق في تنفيذها.
في هذا الكتاب يَرُصُّ الشّاعر/ السّينمائيّ تسلسلَ قصائد الهايكو لتُشكِّلَ لقطاتٍ تستقلُّ بذاتها وجودًا وإعلانًا دون أن تتنازلَ عن رغبةٍ أكيدة لتشكيل سردٍ سينمائيٍّ لا يكتملُ إلَّا بعدَ طيِّ الغلاف الأخير للكتاب. وعندما فعلت فإنّني كنت قد أدركت بأنّ (ما لا نعرفه) هو بالضّرورة أكثرُ سعةً من الرّاسخ من قناعاتنا.