[أسوان... المدينة التي تقع في آخر الدنيا وأول السماء. أينما كنت تعرف أين ينام النيل، كلّ الطرق تؤدي إلى نسيمه، وكلُّ الأنفاس تتناغم مع أمواجه.] [النيل... هو الطفل البِكري لكل عائلةٍ، وهو خال اليتامى ووكيل كلِّ العرائس. في أسوان رؤية النيل ترُمُّ جروح الروح.]
هذان المقطعان من المقاطع المختارة التي التقطتها روحي فسميتها قبسات من رواية (ماتريوشكا من أسوان)، حيث يصنع الكاتب (فتحي سليمان) حالة من الجمال المتصل، فكرة وطرحا ونسقا وتفاعلا، فلا تكاد تخرج من مشهد مبدع حتى يخطفك آخر، وتتدافع المشاهد حتى تقول يا الله! وتجد نفسك أنهيت القراءة في جلسة واحدة، حيث لا تقبل الرواية أن تمنحك متنفسا لترتاح منها، كحالة حميمة لا ترضى أن تتوقف في لحظة قبل أن تأخذ كفايتك الكلية...
إنها اللوحة المجملة التي تحتفي بالتفاصيل القريبة والبعيدة بحدة رؤية متقاربة؛ تمنحك كامل التفاصيل بكامل الجودة، وكأنك أمام أحد أعمال المخرج السينمائي علي عبد الخالق أحد رواد الكادر المتسع في الصورة السينمائية...
هذه الرواية آية من آيات الجمال والتكوين الأدبي المحبوك على نار هادئة من الحب والإيمان...