كانت النار قد طالت كُل شيٍء في المدينة، أحر َق الدخان عينيه، ففركهما ب ُرسغي يديه النديبتين،وعندما فتحهما على اِتساعهما بَدت فيهما نظَّرةٌ بائسةٌ توحي أنَّه غير ُمصد لِّما يراه، شاع ٌر بال َّضياع والإرهاق، لم يُخيَّل له يوًما أن برج القلعة الذي وقف فيِه مرارا منشرح القلب يتطلع في الأخضرار والأزدهار الضاجج، َجميل الصْوت، ُملَّون في المدينة، ومن فوقه الالاف من طائر الشرشوِرالِريش، هو ذاتهُ البرج الذي يقف فيِه الآن مقبو ًضا حزينًا يُشاهد كل شيٍء من حوله يحترق بينما تَ ُحوُم الِغدفان بصوتها المزعج وسوادها الحالك في كُبن لامك علم ُمسبقًا بما سيقترفه أحفاده من ذنوب، لقتل أبنه مصرايم حتى لا يهبطح وقال:لو أن نوفي هذه الأرض أو لخرق السفينة وأغرق الجميعمن تُحب في أمان، ونبأ ذلك الولد الذي أوقف كلهذا.. نُخبِ ُركُم عن اللعنة التي أصابت آِمل وساكنيها؛ المكوث.