كانت أكثر أصرارًا على تعليمه شيئًا، استفزته، أهانته، حتى توصَّلت لِمَا تريد؛ فرفع قبضته وهوى بها على وجهها، تأوَّهت بصوتٍ عالٍ وهي تنحني واضعةً يدها على أنفها التي سالت منها الدماء، اندفع نحوَها وهتف نادمًا والفزع يحتل ملامحَه:
«يا إلهي! أنا آسف حقًّا! لم أقصد!»
وقبل أن يكمل جملتَه لكمته في معدته وأوقعته أرضًا، فنظر إليها مستنكرًا فهتفت ببسمة خفيفة:
«الدرس الثاني! لا تشفق على عدوك حتى لو كان فتاة»
ابتسم رغمًا عنه وما زالت ملامحه منكمشةً بألم وقال:
«وما كان الدرس الأول؟»
مدَّت يدها له تساعده في النهوض قائلة:
«دع غضبَك يتحرَّر في مواجهة العدو!»